ولدت مفعما بالألوان
أواخر صيف سنة بعد الألفين
كنت برعما لسنبلة
أحمل قمح والدِي
ولأمي أحمل بتلات الزهر
نطقت بأولى كلماتي مبكرا
و مذ ذلك وأنا خاوٍ من الكلام
كبرت،
وكاد يقطعني منجل شكٍ يوما
أتى خريف تلو خريف
تلاه شتاء ومطر
و كبرت،
حملت خطواتي خارج الحقل
عندما أثارتني فراشة زرقاء هاربة
لَحَقتُها، وعندما لم أعثر على شيءٍ منها
قلتُ سَتنمو جناحيّ
وأطيرُ مثلها نحو الشمسِ يومًا
ثم كبرت ،
ونسيت أمر الجناحين
كبرت كما يكبر الجميع
عرقا على جبين مُنْجِبَيَّ
آثرتني الغيوم والهضاب
أردت أقدام فهد
وريش نسور
زرعت براءة احلام طفل
لكن شوك الواقع كان ما حصدت.
كبرت,رماديا
لأرحل يوما
أبيضا كأي آدمي
ولا أعرف كيف صرت هكذا
واقفا وسط العواصف والرمال
أحضن كل ما يُؤلِمْ
أنتظر أن يعلمني أحد
..كيف يبكي الصبار
-M.